الدكتور طلال أبوغزاله يتوقع أن يشهد "نوفمبر" تغييرات تاريخية في التوازن العالمي الحرب العالمية الثالثة: صراع الهيمنة
أكد المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله أن شهر تشرين ثاني /"نوفمبر" القادم سيكون شهرا مفصليا في مسار الأحداث التي يشهدها العالم اليوم، وذلك باعتباره الشهر الذي سيشهد اجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية والتي يُنافس فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي قال إن "الدم سيسيل في أمريكا في حال عدم انتخابه رئيسا، وإن اسرائيل ستمحى من الوجود أيضا"، ما يعني أننا سنكون أمام يوم مفصلي في تاريخ البشرية.
وقال أبوغزاله في مقابلة عبر شاشة "OTV" اللبنانية إن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط ليس صراعا ثنائيا ولا اقليميا، بل هو صراع دولي، ويشكّل المرحلة التالية من الحرب العالمية الثالثة.
وأوضح أبوغزاله أن الحرب العالمية الثالثة التي توقّعها قد بدأت فعلا، وهي حرب من نوع مختلف، وكانت المرحلة الأولى منها في اوروبا بين روسيا واوكرانيا، وقد انتقلت الآن إلى مرحلة الشرق الأوسط، فهذا صراع هيمنة على المنطقة.
ولفت أبوغزاله إلى أن سبب هذه الحرب العالمية الثالثة هو شعور الولايات المتحدة بخطر الصين على قيادتها للعالم، فالمصالح وحدها هي ما يحرّك أمريكا، مبيّنا أن القوى المرجعية في العالم اليوم هي الولايات المتحدة والصين.
وأشار أبوغزاله إلى أن المنطقة العربية هي في وضع المتلقي وليست في موقع صنع القرار، مستهجنا ازدواجية المعايير الأمريكية في التعامل مع المنطقة العربية، والتي كان آخرها ادانة الولايات المتحدة الهجوم الايراني على الكيان الصهيوني وتجاهل الإبادة الجماعية الاسرائيلية للفلسطينيين في قطاع غزة على مدار عام كامل.
وحول ما تتعرّض له الجمهورية اللبنانية من هجوم اسرائيلي، قال أبوغزاله إن العدوّ الاسرائيلي لم يتمكّن من السيطرة على بقعة مساحتها (2) متر مربع من قطاع غزة، وذلك رغم القصف والتدمير والقتل والإبادة الجماعية التي ارتكبها طيلة عام كامل، مؤكدا أنه مهما حصل من قصف وتدمير في لبنان، فإن العدوّ الاسرائيلي لن يتمكّن من احتلال أي جزء من لبنان، بل أن "دخول لبنان سيكون نهاية النظام الاسرائيلي".
وأضاف أبوغزاله أن الشعب اللبناني هو شعب عظيم وحرّ ووطنيّ ومخلص، ومهما اختلفت آراء أبناء هذا الشعب فإنهم جميعا يتفقون على لبنان، ومهما ظنّ العدوّ أنه دمّر مبانٍ أو قتل سكّانا فإن هذا البلد سينهض من جديد وسينتصر.
وقلل أبوغزاله من أهمية التصريحات الإعلامية المتبادلة بين الأمريكان والصهاينة، قائلا: "أنا لا أصدّق الطرفين، هنالك تفاهم أمريكي أو رغبة أمريكية، واسرائيل هي جزء من أمريكا وليست شيئا مستقلا عن القرار الأمريكي، فتوزيع الأدوار لا يغرّني، وما يغرّني وما يحركني هي الوقائع التي تقول إننا أمام عدوّ ثبت أنه لم يلتزم بتاريخه بأي وعد أو اتفاق، ونحن يجب أن نخطط على أساس أننا أمام عدوّ دائم لا يمكن أن ننتصر عليه بالوعود أو الأحلام أو التمنّيات، بل بالصمود ومواصلة النضال وعدم الاستسلام".
وأعاد الدكتور أبوغزاله التأكيد على أهمية شهر تشرين ثاني القادم /"نوفمبر"، قائلا إننا "يجب العمل على أساس أننا أمام معركة مستمرة وستستمر إلى نهاية نوفمبر، ففي نوفمبر سيحدث التغيير التاريخي في التوازن العالمي".
وأوضح أبوغزاله: "نحن نعيش في عالم ليس فيه قيادة واحدة أو نظام واحد، وفي نوفمبر هنالك تطلعات من جهه ترامب أنه يريد خلق سلطة عالمية جديدة تصبح بديلا لمنظمات الأمم المتحدة الحالية ومعاييرها الحالية، لكن هناك الصين ومعها روسيا وايران التي وقّعت اتفاقية دفاع مشترك مع الصين لمدة (50) سنة، فالولايات المتحدة عندما تحذّر العدوّ الاسرائيلي من ضرب النووي الايراني فإنها تأخذ بعين الاعتبار أن الصين لن تسمح بذلك".
وأكد أبوغزاله أن المنطقة العربية في أزمة وحالة مخاض ستبقى مستمرّة وتتضح نتائجها في نهاية نوفمبر، وهذا لا يعني القعود وانتظار النتائج، بل أن نعمل على أساس أننا في حرب مستمرّة.
واستبعد أبوغزاله اقحام أي دولة للسلاح النووي في الحرب، قائلا إن الدول لا تعتبر السلاح النووي سلاحا هجوميا، لكنه سلاح "مانع"، أي يمنع أي جهة من الاعتداء على الدولة التي تمتلك هذا السلاح، مضيفا: "لا أستطيع أن أتخيل أن أي دولة في الدنيا تستعمل هذا السلاح اطلاقا".
وجدد الدكتور أبوغزاله تأكيده على أن شكل الحروب اختلف في هذا العصر، حيث أن الحروب اليوم أصبحت في جزء كبير منها حرب تقنية وسيبرانية وحرب ذكاء اصطناعي، وكلّا من الصين والولايات المتحدة تريدان أن تتحكما في هذه الملفات، ولن تسمح دولة منهما للأخرى أن تنتصر في هذه المعركة التقنية.
وبالعودة إلى مجريات الأحداث في لبنان، أكد الدكتور أبوغزاله أن العدوّ الصهيوني لن يلتزم بأي اتفاقية أو معاهدة، بما في ذلك اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، ولن يسمح بانتاج برميل نفط واحد في لبنان، مشيرا إلى أن شركة واحدة لم تستطع أن تأتي لتنتج النفط اللبناني.
وقلل أبوغزاله من قيمة مزاعم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن "قوتهم تصل إلى كلّ مكان"، قائلا إن القضية ليست في القتل والتدمير، بل في الصمود وتحقيق النصر، مجددا التأكيد على أن "الاحتلال لن يستطيع الدخول إلى لبنان أو السيطرة على أي جزء منه، فالشعب اللبناني عظيم ومتحد ويدرك حجم الخطر الذي يحيق به جرّاء وجود هذا العدوّ، ولن يستسلم أبدا".
واستهجن أبوغزاله انحياز الدول الغربية للكيان الصهيوني في قتل الشعب الفلسطيني في غزة، ومسارعة تلك الدول لإدانة الهجوم الايراني على الكيان الصهيوني، وذلك رغم أن الكيان الصهيوني هو احتلال غاشم لا يحقّ له الدفاع عن نفسه.
وفي اجابته على سؤال حول الحديث عن "تخلّي ايران عن حزب الله بشكل مكّن اسرائيل من اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله"، قال أبوغزاله إن "هذا الحديث هو نكتة، إذ لا مصلحة لإيران بالتخلّي عن حزب الله، فالتخلّي عن حزب الله والمقاومة العربية يجعلها بلا قوة أو نفوذ في المنطقة وبالتالي في العالم، فلا مصلحة لها بالتخلّي عن حزب الله"، متسائلا: "إذا أرادت ايران التخلّي عن حزب الله فلماذا قامت بتوجيه ضربة للكيان الصهيوني؟ ثمّ إذا كانت ايران باعت حزب الله فما هو المقابل؟".
وحول انتخابات الرئاسة الأمريكية، توقّع أبوغزاله أن يشهد المجتمع الأمريكي انقساما وصراعا يشبه الحرب الأهلية مهما كانت نتيجة الانتخابات، وسننتقل من صراع أمريكي داخلي إلى صراع عالمي تحتكّ فيه الولايات المتحدة مع الصين قبل الجلوس إلى طاولة الحوار.